Friday, November 9, 2018

قطارُ قد يخفي قطارًا آخر! كينيث كوك







كينيث كوك (1925 -2002 )
قد يخفي أحد القطارات قطارًا آخر
(يافطة على مزلقان للسكة الحديد في كينيا)

في قصيدة، قد يخفي سطرٌ سطرًا آخر،
كما في أحد مفارق الطرق قد يخفي قطارُ قطارًا آخر.
فإذا كنت في انتظار عبور المفارق،
انتظر لحظة واحدة؛ على الأقل ليمر القطار الأول.
وهكذا عندما تقرأ،
انتظر حتى تقرأ السطر التالي،
عندها سيكون استمرارك في القراءة آمنًا.
في إحدى العائلات، قد تخفي أختٌ أخرى،
لذلك، عندما تغازل، من الأفضل أن تراهن جميعًا،
وإلا ستختار واحدة تحب شخصًا آخر.
قد يخفي أبُ أو أخ، رجل حياتك،
إذا كنت امرأة، امرأة تنتظر الحب.
دائمًا يقف شيء أمام آخر،
كما تقف الكلمات أمام الأشياء والمشاعر والأفكار.
قد تخفي أمنية أخرى.
وقد تخفي سمعة شخص سمعة آخر.
قد يخفي كلبُ كلبًا آخر،
على العشب مثلاً، إن هربت من الكلب الأول، فلست آمنًا بالضرورة.
قد تخفي زهرة ليلك زهرة ليلك أخرى،
قد تخفي المزيد من الليلك في حديقة آبيا انتيكا.
قد يخفي قبرٌ عددًا من القبور الأخرى.
 في الحب، قد يخفي عتابُ عتابًا آخر،
قد تخفي شكوى صغيرة أخرى كبيرة.
قد يخفي ظلم ظلمًا آخر،
قد يخفي زي أحمر صارخ آخر، وآخر،
قد يخفي الطابور بأكمله.
قد يخفي استحمامُ استحمامًا آخر
مثلما يخرج المرء ليتمشى تحت المطر بعد الاستحمام.
قد تخفي فكرةٌ فكرةً أخرى: الحياة بسيطة..
ومخابئ الحياة معقدة بشكل لا يصدق،
 كما هو الحال في نثر جيرترود شتاين؛
تخفي جملةٌ أخرى، والأخرى كذلك قد تخفي أخرى.
 في المختبر قد يخفي اختراع اختراعًا آخر،
قد تخفي إحدى الأمسيات أمسية أخرى، ظلاً، عشًّا من الظلال.
وضربة فرشاة حمراء داكنة، أو زرقاء، أو أرجوانية -
هذه لوحة رسمها شخص ما مقلدًا ماتيس.
هذه الأزواج المخفية، أو أحيانًا، التشابه،
قد ينتظرها شخص على الطرقات كي يمر.
 توأم متطابق قد يخفي آخر. وقد يكون هناك المزيد!
طبيب مولد يحدّق إلى وادي ڤار حيث كنا نعيش، أنا وزوجتي،
لكن حياة أخفت حياة أخرى. والآن ذهبت هي، وأنا هنا.
أم مرحة تخفي ابنة بلهاء. الابنة تخفي ابنتها المرحة بدورها،
في محطة سكة حديد، وابنتها تحمل حقيبة أكبر من حقيبة أمها، وتخفيها بنجاح.
حين يعرض المرء حمل حقيبة الابنة، يجد نفسه في مواجهة حقيبة الأم، ساعتها يجب أن يحملها أيضًا.
وعليه ربما يخفي مسافرُ عابر مسافرًا آخر عمدًا.
وقد يخفي كوب من القهوة كوبًا آخر أيضًا، حتى تبلغ إثارة الشخص مداها.
ربما يخفي حبٌ حبًّا آخر أو الحب نفسه،
عندما يصبح لكلمة "أحبك" رنينًا مزيفًا،
ويكتشف المرء أن أفضل حب مختبئ وراء أصبع؛
كما هو الحال عندما تخفي جملة "أنا مليء بالشكوك" جملة "أنا متأكد من شيء ما، وها هو ذا".
وقد يخفي حلم حلمًا آخر كما هو معروف، وهذا يحدث دائمًا أيضًا.
 في جنات عدن؛ قد يخفي آدم وحواء آدم وحواء الحقيقيين،
قد تخفي أورشليم أورشليم أخرى.
عندما تقترب من شيء ما توقف، ودعه يمر،
كي تستطيع أن ترى ما إذا كان هناك آخر.
 في المنزل، أينما كان، المسارات الداخلية تشكل مخاطر أيضًا:
بالتأكيد قد تخفي ذاكرة ٌ ذاكرةً أخرى، وهذا هو كل ما تفعله الذاكرة،
التعاقب العكسي الأبدي للكينونات المتوقعة.
أن تقرأ رواية "رحلة عاطفية" لتريسترام شاندي، ثم تنظر حولك حين تنتهي لترى إن كانت هناك،
ينبغي أن تكون هناك، أقوى، وأكثر عمقًا،
مثلما تخفي كنيسة سانتا ماريا ماجيوري كنائس مماثلة في روما.
قد يخفي رصيف رصيفًا آخر،
كما لو كنت نائما هناك، وتحفي أغنية أغنيةً أخرى،
 وطَرْق في الطابق العلوي يخفي ضرب الطبول.
قد يخفي صديق صديقًا آخر.
  قد تجلس تحت شجرة مع أحدهم،
وعندما تنهض لتغادر تجد أن هناك آخر تفضل التحدث معه طول الوقت.
قد يخفي معلم، طبيب، نشوة، مرض، امرأة، رجل، آخر.
 توقف لتسمح للأول بالمرور، أنت تعتقد الآن أنك ستمر بأمان، لكنك ستصطدم بالثاني،
ربما يكون من المهم أن تنتظر، للحظة على الأقل، لترى ما يوجد هناك فعلاً.




علبة سجائر ماو تسي تونج

  في عام 1960 كنت جزءًا من مجموعة مؤلفة من خمسة كتاب يابانيين تم اختيارهم لزيارة الرئيس الصيني ماو.. ممثلين لحركة الاحتجاج ضد معاهدة الأمن ا...