Thursday, September 14, 2017

تأملات في غرفة الطوارئ. فرانك أوهارا

تأملات في غرفة طوارئ

فرانك أو هارا



هل كنت سأصير لعوبًا لو كنت فتاة شقراء؟
هل كنت سأصير متدينًا لو كنت فرنسيًّا؟
في كل مرة ينكسر قلبي أميل إلى المغامرة أكثر
( لكن كيف تستمر الأسماء نفسها في الوجود بشكل متكرر في هذه القائمة اللانهائية)
 يومًا ما لن يتبقى ما يمكن المغامرة لأجله.
لماذا ينبغي أن أشاركك؟ لماذا لا تتخلى عن شخص آخر على سبيل التغيير؟
أنا رجل سهل، كل ما أريده هو الحب بلا حدود،
حتى الأشجار تفهمني، استلقيت تحت السماوات الطيبة، ألم أفعل؟
أنا مجرد كومة من أوراق الشجر.
على كلٍ، لم أزحم نفسي قط بمدائح الحياة الرعوية، ولا بالحنين إلى ماض بريء من
الأفعال المنحرفة في المراعي،
لا.. يحتاج الواحد ألا يغادر نيويورك أبدًا إلى المساحات الخضراء، أو يأمل..
شخصيًّا لا أستطيع الاستمتاع بحفنة من أوراق العشب إن لم أكن مطمئنًا إلى أن هناك مترو أنفاق قريبًا، أو متجر تسجيلات، أو أي علامة أخرى على أن الناس غير نادمين تمامًا على حياتهم.
من المهم جدًا التأكد من الحد الأدنى للصدق..
حصلت الغيوم على ما يكفي من الاهتمام، بينما هي مستمرة في العبور، هل تعرف ماذا يفوتها؟ مممم.
عيناي غامضتان زرقاوان كالسماء، وتتغيران طول الوقت، غير قادرتين على التمييز ، لكنهما خاطفتان، محددتان تمامًا وخائنتان، لذلك لا أحد يثق بي.
دائمًا أنظر بعيدًا، أو ثانيةً، إلى شيء ما بعد تخليه عني، هذا يرهقني، ويجعلني تعسًا، لكني مازلت غير قادر على الاحتفاظ به.
فقط لو كان عندي عينان رماديتان أو خضراوان أو سوداوان أو بنيتان أو صفراوان، لبقيت في بيتي وفعلت شيئًا،
ليس لأنني أهتم، لا، على العكس، أنا أشعر بالملل، لكن يتحتم عليَّ أن أكون يقظًا، هناك أشياء تحتاجني- تمامًا مثلما ينبغي للشمس أن تكون فوق الأرض- ومؤخرًا تعاظم قلقها،
أستطيع إذن أن أدخر لنفسي بعض النوم.
 الآن هناك رجل واحد أستطيع تقبيله وهو غير حليق،
ها هي العلاقة الغيرية تقترب لا محالة! ( كيف نثبطها يا ترى؟)
سانت سرابيون، لقد لففت نفسي بأثواب من طُهرك، الذي يشبه منتصف الليل عند دوستويفسكي، كيف لي أن أصير أسطورة يا عزيزي؟ لقد جربت الحب، لكنه يخفيك في صدر الآخر، لكني دائمًا كنت أنهض فجأة مثل زهرة لوتس،
إنها نشوة التفجر الدائم! ( لا ينبغي لهذا أن يشتت المرء) أو مثل زهرة الياقوتية..
 "لتظل قذارة الحياة بعيدًا"
  نعم، هناك، حتى في القلب، حيث تُضَخ القذارة والدورات التعليمية والافتراءات والملوثات والمحددات، لكني سوف أنفذ رغبتي، رغم أنني قد أصبح مشهورًا بالغموض الفارغ في ذاك القسم، ذاك الاحتباس الحراري.
إن كنت لا تعرف، دمّر نفسك!
من السهل أن تكون جميلاً، لكن من الصعب أن تَظْهَر كذلك،
 أنا أقدركم يا أحبائي، بسبب الفخ الذي نصبتموه،
إنه مثل الفصل الأخير، لا أحد يقرؤه، لأن المؤامرة انكشفت.
" فاني براون تهرب بعيدًا،  تفر ومعها رواية بوق الخيل[i]، أنا حقًا أحب الصغيرة منكس، وأرجو أن تكون سعيدة، رغم أنها كدرتني بهذا الاستغلال، الصغير كذلك- مسكينة وساذجة شتشينا، أو ف ب حسبما اعتدنا أن نناديها، أتمنى لو كان لديها لفافة جيدة من الجلد وعشرة آلاف جنيه" السيدة ثريل[ii]
يجب أن أخرج من هنا، سأختار  شالاً وبشرتي المسمرة من الشمس، الأقذر على الإطلاق. سأعود، من الوادي، سأظهر من جديد، مهزومًا.
أنت لا تحب أن تذهب إلى حيث تذهب، لذلك سأذهب إلى حيث لا تريدني أن أذهب، لا زلنا في الظهيرة، الكثير من الأشياء في انتظاري،
ليس ثمة بريد في الطابق السفلي،
التفتُ
 بصقت على القفل، فدار مقبض الباب!








[i] Cornet of Horse رواية ل أ ج هنتي
[ii] (1741- 1821) مؤلفة وكاتبة يوميات إنجليزية

No comments:

Post a Comment

علبة سجائر ماو تسي تونج

  في عام 1960 كنت جزءًا من مجموعة مؤلفة من خمسة كتاب يابانيين تم اختيارهم لزيارة الرئيس الصيني ماو.. ممثلين لحركة الاحتجاج ضد معاهدة الأمن ا...