Thursday, November 19, 2020

أوراق الخريف. فريدريك سيديل

 









أوراق الخريف

 

غطّس الكابوريا الحية في الماء المغلي،

واتركها تصرخ،

سيتحول كلاكما إلى اللون الأحمر،

طبعًا سيكون عليك أكلها ميتة،

محتمل أن تكون هناك بطارخ غير مخصبة، ستتحول أيضًا إلى الأحمر،

بطارخ لذيذة خبيثة تسمى مرجان،

بقدر برودة المحيط الذي جاءت منه الكابوريا، بقدر حلاوة اللحم المسلوق في مخ ساخن،

وفي النهاية، الكابوريا مثل أوراق الخريف،

غير قادرة على ضبط نفسها،

لا تعرف أن العذاب هو التحول شيئًا آخر، حين لا يكون ذلك في نيتك يقينًا!

 

هذه الغرفة يجب أن تكون غرفة النوم،

لكن لها رائحة فأر اصطاده الفخ،

وها هو ملتصق بالصمغ،

 كرجل عالق،

واقف على سقف سيارته الغارقة،

أو كامرأة تمارس الحب مع نفسها أمام مرآة،

الصرخات الخافتة التي تصدر عنك وأنت تحاول الفكاك من نفسك، تتحول أفراس نهر تغني وتتنهد!

 

وقود هذه الدراجة أحادية العجلة، ناهبة العالم،

 يصير أسرع فأسرع،

إنه مجرد قوة،

ولم يعد رئيسًا للولايات المتحدة،

 

الرجل الواقف على سقف سيارته يطوح بذراعيه،

 فراشات أرض الحب تحط على القطران الطازج اللزج الحقير،

وأنا أتحول،

بعد تحول مريع مفاجئ، إلى إنسان،

أُحتضر،

أتحول شيئًا لم يكن في نيتي التحول إليه!

 

رائع أن تشاهد امرأة تستمني،

يتحوّل لون عينيك إلى الأزرق،

كأن المرأة تفعل ذلك لأجلك،

إنها تراقبك أيضًا،

وأنت مدرك أنها تفعل ذلك لأجلك،

 

تبلل تليفون الرجل الذي مازال عالقًا هناك،

فوق سقف سيارته ذات الدفع الرباعي الغارقة،

يصرخ في المدى،

ساعة اليد الجديدة، "ماركة سواتش"، على معصمي،

تُكبل المشتبه به، ليضاجع شخصًا يافعًا،

 يتلويان كحبل،

دعهما يتدليان ويلتفان،

كم هو مؤلم التحول شيئًا آخر!

 

نوع من الصراصير له رائحة العفن الخفيف، يتجول على شعر ساقين،

فيغمغم بشيء، ثم يلبس حلة أنيقة، ويخرج،

الخريف في الخارج،

الطقس الذي يحبه الناس،

المثالي تمامًا للذين يكرهون الحر،

تشرق الشمس في كل الزوايا، في الأجواء،

مخلفة هذا المنظر، وذاك النور،

فيأتي أول المستجيبين في زورق، لإنقاذ الرجل الواقف على سقف سيارته،

تُدلي الهليكوبتر بسلمها إلى الكابوريا المسلوقة،

دعني أوضح لك أمرًا؛

 لم أفهم شيئًا قط..


Sunday, April 12, 2020

عندما اضطر فوكنر إلى الكتابة عن همنجواي











مراجعة ويليام فوكنر لرواية همنجواي "العجوز والبحر"1952
في منتصف القرن العشرين، كانت القامتان الكبيرتان في المشهد الأدبي الأمريكي هما ويليام فوكنر وإرنست همنجواي؛ كلاهما يحظى بتقدير دولي، وكلاهما سيد الرواية والقصة القصيرة، وكلاهما فاز بجائزة نوبل..
ولد فوكنر في ميسيسيبي، و
قد كتب تاريخًا استعاريًا للجنوب بأسلوب دقيق وصعب. تميزت أعماله باستخدام تيار الوعي ووجهات النظر المتنوعة. كما كان يفضل الجمل الطويلة العملاقة، وسجَّل الرقم القياسي لامتلاك أطول جملة في الأدب، وفقًا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية؛ افتح نسختك من رواية أبشالوم! أبشالوم! الفصل السادس وستجدها [جملة مكونة من 1280 كلمة!]. همنجواي، من ناحية أخرى، اشتهر بالنثر المتخلص من كل زخارف العصر الفيكتوري، كانت جمله قصيرة مقتضبة وبسيطة. وقصصه تدور حول أناس كوزموبوليتانيين منزوعي الجذور في مواقع غريبة مثل باريس أو سيرينجيتي.
إذا كتبت "فوكنر وهمنجواي" في محرك البحث المفضل لديك، فمن المحتمل أن تتعثر في هذا التراشق الشهير؛ يقول فوكنر عن همنجواي "لم يُعرف عنه مطلقًا أنه استخدم كلمة قد تجعل قارئًا يلجأ إلى القاموس!"، ويقول همنجواي "مسكين فوكنر.. هل يعتقد حقًا أن العواطف الجياشة يلزمها كلمات معقدة؟!". لم يقصد فوكنر من جملته أي إهانة، لكن همنجواي اعتبرها كذلك؛ ليكون هذا المشهد هو الأكثر قسوة في علاقتهما المعقدة.
في حين أن فوكنر وهمنجواي لم يلتقيا رسميًّا قط، إلا أنهما كانا يتراسلان بانتظام، وكان كل منهما على دراية تامة بموهبة الآخر. وكانا يتنافسان، وخصوصًا همنجواي؛ الذي كان غير واثق أكثر مما قد تتخيله عن شخصيته الذكورية. كان همنجواي دومًا ما يقول عن فوكنر "الأفضل بيننا جميعًا"، مندهشًا من قدراته الطبيعية. لكنه كما أخذ على فوكنر لجوءه إلى الحيل. مثلما كتب إلى هارفي بريت Harvey Breit، الناقد الشهير في صحيفة نيويورك تايمز "إذا كان عليك كتابة أطول جملة في العالم لتجعل كتابك مميزًا، فإن الخطوة المقبلة لا بد وأن تكون هي استئجار بيل فيك [لاعب البيسبول الشهير] أو استخدام الأقزام".



من جانبه، لم يكن فوكنر أقل تنافسية. مع أنه صرَّح ذات مرة لصحيفة نيويورك هيرالد تريبيون واصفًا همنجواي "أعتقد أنه الأفضل بيننا".. لكنه، من ناحية أخرى، شعر بالضيق عندما أشار عليه أحد المحررين باستكتاب همنجواي ليضع مقدمة لكتابه  The Portable Faulkner في عام 1946 "يبدو لي أمرًا مريرًا أن أطلب منه كتابة مقدمة لعملي.. إن الأمر يشبه مطالبة أحد خيول السباق في منتصف السباق بالدعاية لحصان آخر في المضمار نفسه".
عندما طلب بريت من فوكنر كتابة مراجعة لرواية همنجواي "العجوز والبحر" التي صدرت في عام 1952 رفض. ومع ذلك عاد ورضخ حين طلبته منه المجلة الأدبية لجامعة لي "شيناندواه". فكتب فوكنر مديحًا حذرًا في فقرة واحدة:

أفضل أعماله.. وربما يظهر مع الوقت أنها أفضل أعمالنا جميعًا، أعني معاصريه ومعاصريّ. لقد اكتشف الله، الخالق، هذه المرة. حتى الآن صنع رجاله ونساءه أنفسهم بأنفسهم، شكَّلوا أنفسهم من طينهم الخاص؛ كانت انتصاراتهم وهزائمهم على أيدي بعضهم البعض، فقط ليثبتوا لأنفسهم، أو لبعضهم مدى الصلابة التي من الممكن أن يكونوا عليها. لكنه هذه المرة، كتب عن الشفقة: عن شيء كامن في مكان ما صنعهم جميعًا؛ الرجل العجوز الذي كان عليه أن يصطاد السمكة ثم يفقدها، السمكة التي يجب أن تصاد ثم تُفقد، أسماك القرش التي كان عليها أن تسرق العجوز سمكته. لقد صنعهم جميعًا، وأحبهم جميعًا، وأشفق عليهم جميعًا.
هذا جيد.. والحمد لله أنه مهما كان من خلق وحب وشفقة فإن هيمنجواي اكتفى بهذا.





Monday, April 6, 2020

صعوبة. ليديا دايفز










صعوبة
ليديا دايفز


على مدى سنوات كانت أمي تقول إنني أنانية وغير مهتمة وغير مسؤولة.. إلخ. وكانت معظم الوقت مستاءة مني؛ تغطي أذنيها بيديها إذا تجادلت معها، وقد فعلتْ ما في وسعها لتغييري، لكني، وعلى مدى سنوات، لم أتغير. وحتى لو تغيرت فلست متأكدة من ذلك، لأن اللحظة التي تقول فيها أمي "أنت لم تعودي أنانية وغير مسؤولة وغير مهتمة.. إلخ" لم تأت بعد. الآن أنا التي أقول لنفسي "لماذا لا تفكرين في الآخرين أولاً، لماذا لا تهتمين بما يجب عليك فعله، لماذا لا تتذكرين ما يجب إنجازه؟". أنا مستاءة، ومتعاطفة مع أمي، كم أنا صعبة! لكني لا أستطيع أن أخبرها بذلك، لأنه في الوقت نفسه الذي أود أن أخبرها فيه بذلك، أنا هنا، أكلمها في التليفون، وأستمع إليها مستعدة للدفاع عن نفسي.

علبة سجائر ماو تسي تونج

  في عام 1960 كنت جزءًا من مجموعة مؤلفة من خمسة كتاب يابانيين تم اختيارهم لزيارة الرئيس الصيني ماو.. ممثلين لحركة الاحتجاج ضد معاهدة الأمن ا...