Tuesday, December 31, 2019

بحثًا عن كل منا..






بحثًا عن كل منا

ليندا جريج
1942-2019



أفتح صندوق بطاقاتي البريدية

وأقلّب فيه، بحثًا عن دي كريكو
لأني أتذكر رؤيتك واقفًا تواجه جدارًا
لا يزيد عن عمود 
بينما عن يسارك قاعة
تراجعت إلى الخلف.. إلى الظلام
والأرضية تنزلق إلى أسفل.. حيث تقف وحيدًا
بينما انفتحت عن يمينك قاعة
مليئة بالناس الذين كانوا يستمعون إليك وأنت تقرأ
وها هم الآن يستمعون إلى الشاعر الآخر

كنت أبحث عن دي كريكو بسبب الأماكن
الأماكن الفارغة
تخطر ببالي كلمة "شارع/ boulevard
وأنا أقف إلى جانب نوافير باريس
والماء يتناثر عليَّ حين كنت في الخامسة عشرة!

كنا في الليل
كنت وحدي وقد عمَّ الظلام كذلك.. 
لماذا لم تجدني؟
لماذا لم يجدني أي شخص خلال كل هذه السنوات؟
كان الحب يأتي على شكل نقاء. فن. معمار. وربما قطار!
ربما أنكرني ظل التمثال.. ربما أنكرني التمثال ومقدمته،
ربما الفتاة الصغيرة التي تلعب وحدها ستسمع حتى أصوات الحجارة الصغيرة ترن وهي ترتطم بالحيطان،

أُقلِّب في البطاقات، بحثًا عن بطاقة بعينها
لتصادفني عينا جياكوميتي
المليئتان بالحنان وبشيء ناءٍ
عيناه محبتان وفارغتان
لكن ليس من العدم
وليس للأسباب المعتادة
لكن لأنه كان يعمل.

معبد روثكو تشابل الفارغ،
تمثال صافو الرديء في مدينة مايتلين،
الشمس القديمة، 
تماثيل الرجال الأربعة في حديقة دايفيد،
بأفواهها الملطخة،
والماء المنبجس من ظهورها،
كل واحد منها مرهون بما يمكن للفن أن يحققه،
إله النهر المكسور،
جسد فقط،
فتاة تلعب بأرانبها في سريرها،
بطاقة بريدية لعاصفة صيفية هبَّت على ولاية أيوا.










No comments:

Post a Comment

علبة سجائر ماو تسي تونج

  في عام 1960 كنت جزءًا من مجموعة مؤلفة من خمسة كتاب يابانيين تم اختيارهم لزيارة الرئيس الصيني ماو.. ممثلين لحركة الاحتجاج ضد معاهدة الأمن ا...